--------------------------------------------------------------------------------
اذا حاولنا البحث عن صفات محددة تناسب فتى الكرة المدلل تييري هنري فلن نجد افضل من وصفه بأنه معبود جماهير الارسنال او المدفعجية كما يحلو لمشجعي النادي اللندني العريق ان إقرأ المزيد:
يطلقوا عليه، فهو هناك الملك المتوج والملهم الكروي لنادي باكمله وهو وضع لم يحظ به هنري في أي مكان آخر ولا يبدو انه سيفعل اذ انه في المنتخب الفرنسي مجرد مهاجم مميز وقد فشل في ان يكون روح المنتخب الازرق خلفا لزيدان بعد اعتزال الاخير دوليا قبل عامين وتردت نتائج واداء الديوك لدرجة تبعث على الاسى ما دفع المدرب دومينيك لمناشدة زيزو للعودة الى المنتخب وهو ما حدث بالفعل، كذلك كان هنري في يوفنتوس لاعبا زائدا على الحاجة حيث لعب موسما اقل ما يوصف به بانه فاشل ما دفع نادي السيدة العجوز في نهايته لاعطائه الضوء الاخضر للانتقال لاي ناد يريد وهي خطوة لا تحدث مع لاعب يتوسم فيه ناديه خيرا.
وفي المونديال الاخير عبر هنري عن نفسه وعاد دوليا من جديد بعد ان تاه في مضايق البحث عن مستوى مميز طوال العامين الماضيين مع باقي اعضاء الفريق وكادوا كلهم يفقدون فرصتهم ليس في المنافسة على البطولة وانما في التأهل الى اليها من الاساس اذ عانى الديوك خلال التصفيات وتأخروا الى المركز الثاني والثالث احيانا حتى ما قبل المبارتين الاخيرتين في التصفيات اللتين شهدتا عودة كتيبة النجوم المعتزلين زيدان وتورام وماكليلي ليقودوا الديوك الصغار الى المونديال.
وهناك في المانيا بدأ الفرنسيون بمستوى يثير الاشفاق حيث فشلوا في هز شباك سويسرا في اولى مبارياتهم ما اعاد الى الاذهان الخائفة ذكرى المونديال السابق حين خرجوا من الدور الاول دون ان يسجلوا ولو هدف واحد وغاب هنري وزيدان وباقي النجوم عن مستواهم المعهود وهو نفس ما حدث في المباراة الثانية امام كوريا رغم ان هنري نفسه احرز هدفا مبكرا الا ان الكوريون عادلوه في الشوط الثاني وكان بامكانهم مضاعفته لولا بعضا من رهبة قديمة.
ولكن لان الالماس لا يعرف الا عندما يوضع في اللهب انتفض الديوك في المباراة الثالثة وفازوا على توجو ليضمنوا فرصتهم بايديهم في الوصول الى الدور التالي حيث كانت اسبانيا المتألقة بانتظارهم الا ان كتيبة زيدان تألقت وابدعت واذاقت مصارعي الثيران كأس المرارة مبكرا ثم كانت قمة التألق امام راقصي السامبا في ربع النهائي ويومها تطوع هنري شحصيا ليترك بصمته الخاصة داخل شباك ديدا ليثأر من رونالدينيو الذي اذاقه طعم الخسارة في نهائي بطولة اوروبا للاندية قبل لك بحوالي شهر.
مواليد كأس العالم:
ومن المصادفات المثيرة في حياة هنري الذي ولد في 17 من شهر آب (أغسطس) ان ميلاده كنجم كروي كان في المونديال ايضا ولكن قبل ثمانية اعوام حينما كان بعد لاعبا صغيرا في موناكو تحت اشراف ارسين فينجر مدربه الحالي في ارسنال، وقبل البطولة بستة اشهر فقط قرر ايميه جاكيه مدرب الديوك ضمه لسد العجز في خط الهجوم الذي لم ين فيه سوى دوجاري كماهم ثابت ومعه زيدان وديوركاييف كلاعبي وسط مهاجمين فقرر جاكيه الاستعانة بخدمات مهاجمي موناكو الصغيرين هنري وتريزيجيه بناء على نصيحة من فينجر وبالفعل لم يفرط الشابين في الفرصة واثبتا جدارة بارتداء قميص الديوك وان بقيا على دكة الاحتياط في بداية البطولة لكنهما سرعان ما حجزا مكانا ثابت واحدا على الاقل في هجوم المنتخب وقتذاك حتى على حساب دوجاري نفسه، ثم عاشا معا احلى شعور يمكن للاعب كرة ان يعيشه وهو الفوز بكأس العالم بعد الفوز على البرازيل في النهائي.
نجم من السماء:
ورغم المستوى المميز والمكانة المهمة مع الديوك الا ان هنري مع الارسنال شيئا آخر، فالحقيقة ان النجم الفرنسي لم يحظ بتلك المكانة الاستثنائية جدا في تاريخ النادي الا بجهد وتعب وانجازات لم تتحقق على مدى تاريخ النادي العريق الذي اسسه قبل اكثر من مئة عام عمال الترسانات البحرية في لندن، ولكي تعرف ما فعله هنري في الارسنال يكفي ان تعلم ان النجم الاسمر حول الفريق الكروي للارسنال من فريق متوسط يحلم بالبطولة ويصحو على صراع مرير للهرب من الهبوط الى فريق بطولات بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث فاز ببطولتي دوري خلال الاعوام الستة الماضية ومثلهما للكأس كما لعب نهائي دوري ابطال اوروبا الموسم المنقضي قبل ان يخسر امام برشلونة بهدفين لهدف.
صحيح ان هنري لم يفعل ذلك وحده وانما كان معه كتيبة من نجوم الصف الاول في الكرة الاوروبية من امثال بيركامب وفييرا وكامبل وكول وبوتي الا انه كان دائما الحصان الرابح في كل النزالات ولهذا لم يكن غريبا ان تعيش جماهير النادي الانجليزي الشهير حالة من القلق والترقب وهي تنتظر قراره النهائي بالبقاء في النادي او الانتقال الى برشلونة الرهيب مثلما تتابع مسلسلات الاكشن الاميركية حتى تنفست الصعداء بعد ساعات قليلة من انتهاء بطولة اوروبا للاندية باعلن هنري استمراره في الارسنال.
خوفا من تجربة جديدة:
ولعل احد اهم الاسباب لبقائه الى جانب الامور العاطفية راحته هو شخصيا مع النادي انه ادرك بذكائه انه لن يحظي بوضع مثل الذي يحظى به في ارسنال اذ انه لن يكون سوى مهاجم وسط مهاجمين افذاذ في برشلونة او نجم الى جوار نجوم ربما اكثر شهرة واعلى جاذبية كما انه جرب اللعب في يوفنتوس في موسم لا يريد ان يتذكره ابدا وهو ما يعني انه ليس بعيدا عن فقدان مستواه العالي او على الاقل انسجامه مع الفريق وخطة المدرب ما يعني انه قد يجد نفسه في مواجهة حالة فشل جديدة لا يتحملها في سنه بعكس الحال في الارسنال حيث يبني فينجر خطته عليه.
وبشكل عام فان هنري واحد من المهاجمين الذي سيذكرهم تاريخ كرة القدم طويلا حيث حقق كل الالقاب التي يمكن للاعب كرة ان يتمناها الا دوري ابطال اوروبا حيث فاز بكأس العالم وبطولة اوروبا وكأس القارات والدوري الانجليزي والكأس، كما حقق هو نفسه العديد من الاقاب وحاز الكثير من الجوائز حيث حصل على لقب أفضل هداف في ارسنال خلال سبعة مواسم لعبها معه كما أصبح هنري في تشرين أول (اكتوبر) عام 2005 أفضل هداف في الدوري الانجليزي في جميع الأوقات محطما الرقم القياسي 185 هدفا الذي كان مسجلا بأسم شون رايت.
كذلك حصل هنري على أفضل لاعب لعامي 2003 و 2004 في استفتاء الاتحاد الدولي بعدما قاد ناديه الى 26 انتصار و12 تعادل. وحصل على جائزة أفضل لاعب أيضا في استفتاء جمعية الكتاب الرياضيين. واضافة لذلك حصل هنري على الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا.
ويمتاز هنري باجادته كل مهارات كرة القدم بما فيها المراوغة والركلات الحرة والتمريرات الدقيقة والشيء الوحيد الذي لا يتقنه هو الكرات الرأسية وهو عندما يعود الى وسط الملعب يتحول ببارعة الى صانع لعب من الطراز الاول.
ومن الطرائف في حياة هنري ان تزوج بالصدفة حيث كان يشارك في تصوير اعلان لشركة السيارات الفرنسية الشهيرة رينو ووجد ان عليه المشاركة مع فتاة انجليزية انيقة تدعى نيكول ماري وهو ما اغضبه في البداية لانه اراد ظهور فتاة فرنسية في الاعلان لكن قبل اختام التصوير كان ونيكول يتواعدان وخلال شهور قليلة اعلن عن زواجهما وتحديدا في تموز (يوليو) 2003. وفي السابع والعشرين من ايار (مايو) عام 2005 أنجب هنري طفله الأول الذي اطلق عليه اسم تي هنري وتعيش العائلة كلها في قصر فخم في هامبستيد شمال العاصمة البريطانية لندن.
الإثنين يوليو 21, 2008 8:52 pm
